قيل في الصحافة الكثير، سواء على مر العصور القديمة، حين كان المنادي يدور على الساحات ليخبر الناس عن قرارات الحاكم، أو من خلال أشكالها الحديثة التي بدأت تظهر مع بداية القرن الحالي، قيل عنها السلطة الرابعة، وقيل إن كان في الأسفار سبع فوائد ففي الصحافة 77.
وصحافة العصر واتصالاته مصدران لتسارع تحقيق الإنجازات العلمية الحديثة الأكثر تطوراً إذا أنها تسهم في إيصال آخر ما توصل إليه العلماء من ابتكارات إلى التجمعات العلمية في مختلف أنحاء المعمورة، لتعتمدها هذه وتجعل منها جزءاً من تراكمات التطور التقني على جميع الصعد.
وصحافة العصر تدفع الحركات الاجتماعية والاقتصادية في العالم نحو الأمام من خلال معالجة النقلة السياسية السريعة لتجارب مختلف البلدان، وعلى مستوى القارات والتجمعات الدولية التي تترك أثارها في المسيرة التاريخية لجميع الحضارات المعاصرة. كما هو الحال بالنسبة لعلماء الأمس الذين كانوا فلاسفة، وأطباء، وعلماء فلك، وشعراء بالوقت نفسه، في حين تراهم اليوم يختصون بمجال واحد: الفلسفة أو الطب أو الشعر أو سواه، تماشياً مع حاجة العصر، فإن الصحافة أيضاً أخذت تتجه نحو الاختصاص حتى تواكب متطلبات الحضارة الدولية ولتلبي احتياجات كافة الفئات الاجتماعية بمختلف اختصاصاتها أو اهتماماتها.
ولأن تستحق هذه المواكبة لما لديها من كفاءات وخبرات وقدرات فإنها تشهد هذه الاختصاصات بمجال الصحافة، التي كانت قبل سنوات قليلة، لا تهتم سوى بالصحافة السياسية وحدها، في حين نرى اليوم صحفاً ومجلات مختصة بالرياضة أو الثقافة أو الفكر، أو الاقتصاد، أو الفن والترفيه وتطوير القدرات الذهنية كما هو حال مجلتنا هذه.
صحافتنا تبحث عن نقاط التلاقي بين جميع الناس، وتهتم في البحث عن الكلمة الضائعة التي تتلخص بالتوافق، قراؤنا مهما كانت معتقداتهم أو آراؤهم، يحملون صحافتنا، وبعد فض المجالس والنزاعات يفتحون صفحاتنا ويجلسون لحظات ترفيه، هي "استراحة المحارب".
والقارئ بحاجة إلى مثل هذه الصحافة التي تدرس وتتمحص في سبيل أفضل وأكثر منفعة في الترفيه، ذلك الترفيه الذي يعلم ويفيد بعيداً عن الأساليب الرخيصة السائدة في الغرب والتي تستعين بالصور الخلاعية والوسائل الأخرى المنافية لأخلاقنا وتقاليدنا وحضارتنا.
لذا نحاول عبر صحافتنا أن نبحث عن خفايا قرائنا، وما يرغبون في التعرف عليه كي نوصله إليه بالأسلوب الذي يتناسب وذوقه الخاص ولا تتأخر بقضاء ساعات طوال نرسم له لعبة جديدة نبحث فيها عن المزيد من المعارف ويجد من خلالها متعة ذهنية فريدة، ولا نوفر جهداً في السعي وراء شخصية فنية كانت وراء عمل إبداعي ناجح، أو نتأخر في التعرف على حياته الشخصية والفنية من خلال أسئلة نوجهها إلى العديد من معارفه حتى نصوغها من جديد ونقدمها في قالب ترفيهي نسعى من خلاله للتقرب أكثر وأكثر من قرائنا.
ولأن عملنا هذا يتكلل بالنجاح نزيد باستمرار من حجم فريقنا ونضاعف من جهودنا كي نصل إلى تقويم ما يصبوا إليه جمهورنا. فإن كان يحب الطرائف نزيد منها، وإن كان يهتم بالرياضة نضيف صفحة منها، وإن أعجبته شبكاتنا نجعلها العمود الفقري للمجلة بكاملها، ذلك فأننا لا نضع في هذه الصفحات ما نحبه، ولا نكتب فيها ما نريد إنما ينصب عملنا على تضمينها ما يحبه القراء وما يريده، وكل ذلك حتى نستطيع القول: إن كانت للصحافة 7 فوائد ففي صحافتنا 77 فائدة.