كتب - عبدالستار كمال:
بوجوه شاحبة وأعين حائرة خرجت جماهير الأهلي حزينة من مباراة الذهاب لنهائي دوري أبطال افريقيا، ربما للتعادل الإيجابي 1-1 الذي أضعف من فرص الأهلي في اقتناص الأميرة الأفريقية، أو للخطأ الذي وقع فيه اكرامي وتسبب في هدف الترجي، هذا بخلاف الفرص العديدة المهدرة من الساحر أبوتريكة وزملائه.
هدف السيد حمدي الذي جاء في الدقيقة 87 وأنقذ الأهلي من تكرار مرارة أخرى بالخسارة على ملعبه في المباراة النهائية من فريقه تونسي أشبه بالهزيمة القاسية في نهائي 2007 أمام النجم الساحلي، ربما كان هذا الهدف هو بارقة الأمل الذي انطلقت منه بعثة الأهلي مليئة بالحماس نحو رادس ملعب الترجي استعدادا لمباراة العودة السبت.
ملعب رادس الذي حمل في عام 2006 أجمل ذكرى في تاريخ الأهلي، بدأها شادي محمد وأكملها الأنجولي فلافيو وانهاها أبوتريكة في شباك أحمد الجواشي حارس الصفاقسي، تمني جماهير الأهلي النفس ان يكون ساحة دائمة لأفراحها.
وبهذه الآمال العريضة والواقعية، أشمر لاعبو الأهلي وجهازهم الفني أكمامهم للانقضاض على الترجي في عقر دارهم، مستغلين "الفأل الحسن" في تواجد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة ضمن بعثة الفريق إلى تونس، وهو الاسم الأبرز الذي تتذكره جماهير الترجي بالأسى والحزن بعد ان أقصى فريقها من نصف نهائي البطولة الافريقية في 2001 بهدف تاريخي بالمنزة.
المباراة تقام في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة على الملعب الأوليمبي 14 يناير برادس الذي كان يسمى ملعب 7 نوفمبر نسبة إلى حركة 7 نوفمبر 1987 وهو انقلاب تولى على إثره زين العابدين بن علي الحكم في تونس، قبل ان يتغير اسم الملعب إلى 14 يناير وهو تاريخ هروب بن علي بعد الثورة التونسية في 2011.
ثورة الأهلي
الأهلي يدخل المباراة بصفوف مكتملة باستثناء غياب عموده الأيسر سيد معوض للإصابة، ولكنه سيبدأ المباراة متأخرا بالتعادل الإيجابي 1-1 في الإسكندرية إذ سيتحتم عليه التسجيل في رادس والفوز بأي نتيجة او التعادل بنتيجة اكبر من 1-1.
وحشد المدير الفني حسام البدري كل جنوده لهذه المباراة الذي يتمتعون بخبرات هائلة في مثل هذه المواجهات الحاسمة ويتقدمهم أبوتريكة وبركات وجمعة وفتحي وغالي وعاشور ومتعب وجدو.
البدري يضع امامه هدفا واضحا وهو الفوز بالمباراة والوصول لكأس العالم للأندية في اليابان، بعد ان صرح لموقع الكاف قائلا "أتمنى تحقيق حلم التأهل لبطولة كأس العالم للأندية باليابان للمرة الرابعة وتحقيق البطولة السابعة للأهلي واسعاد جماهيرنا الوفية واهداء تلك البطولة لأرواح الشهداء".
وبأرواح الشهداء ودعت جماهير الأهلي فريقها من مطار القاهرة الخميس، تطالبهم بالعودة بالبطولة وإهدائها لأرواح 72 مشجعا راحوا شهداء أحداث استاد بورسعيد الدامية في الأول من فبراير الماضي.
اما من الناحية الفنية، فأعتاد البدري الاعتماد على طريقة لعب 4-2-3-1، وهي الطريقة التي بدأ بها مباراة الذهاب بإشراك اكرامي في حراسة المرمى وفتحي وجمعة ونجيب وعبد الفضيل في الدفاع، وغالي وعاشور في الوسط الدفاعي، وأبوتريكة وسليمان والسعيد خلف المهاجم الأوحد جدو.
وقد لا يخاطر البدري كثيرا في تغيير أداء اللعب وتشكيل مباراة الذهاب، لاقتناعه بان الأهلي كان الطرف الأفضل في هذه المباراة، باستثناء تغيير قد يقوم به باشراك شديد قناوي بدلا من شريف عبد الفضيل لزيادة الفاعلية الهجومية.
أفضلية الترجي
الترجي على الجانب الأخر، يدخل المباراة بأفضلية تعادل مباراة الذهاب، وكونه حامل لقب البطولة التي يصل للمباراة النهائية فيها للمرة الثالثة على التوالي.
نبيل معلول المدير الفني للترجي يدخل المباراة خاسرا ثلاثة من ركائزه الأساسية هم هيرسون أفول وسامح الدربالي للإيقاف ومجدي تراوي للإصابة، بالإضافة ليوسف المساكني الذي أجرى جراحة الزائدة قبل يومين من مباراة الذهاب.
ولم يخف معلول تخوفه من نتيجة المباراة بسبب هذا النقص العددي في صفوفه قائلا في تصريحات لقناة الأهلي ليلة المباراة "بالطبع متخوف، الاعلام المصري تحدث عن ازمة في الأهلي بسبب غياب سيد معوض فقط عن مباراة الذهاب، فما بالكم من فريق ينقصه أربعة من عناصره الرئيسية".
غيابات الناحية اليمنى في الترجي ستجبر نبيل معلول على أحد ثلاثة لاعبين فأما الدفع بخالد الموليهي لاعب الوسط، أو قلب الدفاع سيف الله حسني والاثنين هنا سيلعبان في غير مركزهما أو الدفع بأيمن بن عمر الغائب منذ فترة عن المشاركة في المباريات لعدم اقتناع المدير الفني بمستواه.
ويعتمد معلول على طريقة لعب 4-3-2-1 وهي الطريقة التي خاض بها مباراة الذهاب، في وجود الحارس معز بن شريفة – أفضل لاعبي لقاء الاسكندرية - ووليد الهيشري ومحمد علي وخليل شمام و(أيمن بن عمر) في الدفاع، وحسين الراقد وخالد المولهي وكريم العواضي في الوسط الدفاعي، ثم الثنائي وجدي بوعزي ويوسف البلايلي تحت المهاجم الوحيد يانيك نيانج.
طاقم تحكيم مغربي
ويدير المباراة طاقم تحكيم مغربي بقيادة بوشعيب الأحرش وهو من مواليد 5 سبتمبر 1972 بمدينة طنجة المغربية وحصل على الشارة الدولية عام 2008 ولم يرشح لقائمة الحكام الإفاقة لمونديال 2014.
وأدار الحكم الدولى المغربي للأهلى مباراتين فى النسخة الحالية من بطول دورى أبطال افريقيا ، الأولى كانت إياب دور الـ 16 أمام الملعب المالي والتى فاز بها الأهلى 3-1 وشهدت طرد لاعبه السنغالي دومينيك دا سليفا بعد صفارة النهاية ، أما الثانية كانت أمام تشيلسي الغاني فى الجولة الرابعة من دور المجموعات وانتهت بالتعادل 1-1، بينما أدار للترجي مباراة أولمبي الشلف الجزائري في دور المجموعات.
الأحرش تمنى ان تخرج المباراة إلى بر الأمان، وقال في تصريحات مسجلة لموقع البطولة المغربي "هذه المباراة ستكون مثيرة خاصة وأن الفائز سيتحول إلى كأس العالم للأندية باليابان".
الواقع التاريخي
- الأهلي يملك أفضلية على الفرق التونسية في المباريات النهائية في البطولة، بالفوز على النجم الساحلي والصفاقسي في 2005 و2006.
- الأهلي أقصى الترجي من نصف نهائي دوري أبطال افريقيا في 2001 بهدف سيت عبد الحفيظ الشهير بملعب المنزة، في الوقت الذي أقصى فيه الترجي الأهلي من نصف نهائي بطولة 2010، ودور المجموعات في بطولة 2011.
- الأهلي يلعب المباراة النهائية للمرة التاسعة في تاريخه، وفي حال تخطى الترجي فسيرفع رقمه القياسي في عدد الفوز بالبطولة للرقم 7، بينما وصل للترجي لهذا الدور للمرة السادسة ويمني النفس للفوز بالبطولة الثالثة.
- نهائي الأهلي والترجي هو الثاني على التوالي الذي يكون بين فريقين عربيين، والخامس في تاريخ البطولة.
- الأهلي والترجي التقيا 11 مرة في المسابقات القارية المختلفة، كان الفوز للترجي في ثلاث مناسبات، ومناسبتين للأهلي، مقابل 6 تعادلات.
- أول مباراة بين الاهلي والترجي كان في بطولة الأندية الافريقية ابطال الدوري عام 1990 وانتهت بفوز الترجي في ثمن النهائي بضربات الترجيح بعد انتهاء لقائي الذهاب والعودة بالتعادل.